نشر أتلانتيك كاونسل مقالًا للكاتب ويليام ف. ويشلر، المدير البارز لبرامج الشرق الأوسط في المجلس تناول التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة عقب الضربات الإسرائيلية على إيران، مركّزًا على ما يُعرف حتى الآن، وما يمكن توقّعه مستقبلًا.
تجهل الأطراف الدولية حتى اللحظة الدافع الدقيق وراء اختيار إسرائيل لهذا التوقيت، ولا تزال لائحة الأهداف الكاملة، ونتائج الضربات، وخطط إسرائيل للمرحلة القادمة، كلها أسئلة مفتوحة. ومع ذلك، يذكّر الكاتب بأن هناك أمورًا معلومة وواضحة لا يجب تجاهلها.
يرى الكاتب أن النظام الإيراني، بطبيعته الحالية، لا يجوز أن يمتلك سلاحًا نوويًا أو أن يواصل ابتزاز العالم بقدرته على الاقتراب من امتلاكه. اعتُبرت هذه الرؤية سياسة أمريكية ثابتة على مدار عقود، وتبنّاها جميع الرؤساء الأمريكيين، مع التلويح باستخدام القوة العسكرية في حال فشل الدبلوماسية. وعلى الرغم من محاولات التفاوض التي بدأها كل من بايدن وترامب، تجاهل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي هذه المبادرات. اختار التصعيد، وهاجم إسرائيل مباشرة بمئات المقذوفات مرتين، وسعى لاغتيال ترامب وعدد من المسؤولين السابقين. هذه الحسابات، وفق الكاتب، غير قابلة للتسامح، ولا يمكن السماح لنظام يتّبعها بامتلاك سلاح نووي.
يفترض المقال أن قادة إسرائيل اعتبروا غياب اعتراض أمريكي صريح بمثابة ضوء أخضر غير مباشر. ويشير إلى أن طهران ستردّ عسكريًا رغم الضربات التي استهدفت قدرات القيادة والسيطرة لديها، وقد بدأت بالفعل بإطلاق طائرات مسيّرة، مع توقع مزيد من التصعيد المباشر أو عبر الوكلاء. لكن طاعة بعض الميليشيات الحليفة لإيران لم تعد مضمونة، خاصة في ظل تقارير أولية تفيد بتردّد حزب الله في الانجرار لحرب جديدة.
ويشير المقال أيضًا إلى التخبط في السياسة الأمريكية. فعلى الرغم من الخلافات بين ترامب ونتنياهو حول إيران، لم يوجه ترامب تحذيرًا واضحًا لإسرائيل، وهو ما فسّره الإسرائيليون كإذن ضمني. كما أن إجراءات واشنطن لحماية موظفيها أوحت بأنها تقبل بالتحرك الإسرائيلي. وبعد الضربات، تفاخر المسؤولون الإسرائيليون بالتنسيق الكامل مع واشنطن، بينما صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بتصريحات تنأى بالإدارة الأمريكية عن الموقف الإسرائيلي، ما أثار الشكوك حول التزام واشنطن بحلفائها.
ورغم تلك التصريحات، صرّح ترامب لاحقًا بأن الضربة "ممتازة"، ثم طالب طهران بالتفاوض، مما زاد المشهد غموضًا.
يعيد المقال التذكير بأن ضربات أمريكية ضد البرنامج النووي الإيراني كانت لتكون أكثر فعالية من حيث القدرة العسكرية والتأثير الدبلوماسي، إذ تفتقر إسرائيل إلى بعض المنصات والأسلحة اللازمة لتدمير أهداف معينة. وتقلق الدول العربية من المبادرة الإسرائيلية الأحادية، خشية ردود فعل شعبية داخلية، أو أن تصبح في مرمى النيران الإيرانية رغم عدم تورطها المباشر.
يؤكد الكاتب أن التوقعات في هذه المرحلة محفوفة بالمخاطر، لكن من المستبعد أن تتجاهل إيران هذا التصعيد من دون رد قوي. ويرجّح أن إدارة ترامب ستحاول إظهار تنسيق دفاعي فعّال على غرار إدارة بايدن، وإن كانت مواقفها مترددة. ويُحذّر المقال من أن الرد الإيراني، حتى وإن بدا غير تصعيدي، قد يُفهم على نحو مختلف من واشنطن أو تل أبيب، ما يرفع احتمال الحسابات الخاطئة.
ويختتم الكاتب بالتحذير من إمكانية انجرار الولايات المتحدة إلى صراع مباشر. فإذا قُتل جنود أمريكيون، أو فشلت الضربات الإسرائيلية وأعطت طهران ذريعة لتسريع برنامجها النووي، فقد تجد واشنطن نفسها مضطرة للتدخل عسكريًا. ويرى أن المفارقة الكبرى ستكون إذا وُصم عهد ترامب الثاني بحرب في الشرق الأوسط، على الرغم من تصريحاته المتكررة برفض التورط في نزاعات جديدة. في ظل هذا التوتر، لا بد لواشنطن من أن تمارس قيادة حاسمة، بدل أن تترك قراراتها بيد أطراف أخرى.
https://www.atlanticcouncil.org/blogs/new-atlanticist/unknowns-knowns-and-early-predictions-about-israels-strikes-against-iran/